هاذم اللذات

بسم الله الرحمن الرحيم هاذم اللذات ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) . آل عمران في جنح هذا الليل وبعد صلاة العشاء جلست لتلاوة كتاب الله لأعيش ساعة في رحاب الله وبدأت التلاوة حتى وصلت عند أية الموت ووقفت عند هذه الأية ووضعت المصحف في مكانه وشعرت بخوف شديد ورهبة وأختزال دمعة دمعة خوف تلحقها دمعة استغفار نظرت من حولي في تلك الزاوي بسم الله الرحمن الرحيم

هاذم اللذات


( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) . آل عمران

في جنح هذا الليل وبعد صلاة العشاء جلست لتلاوة كتاب الله لأعيش ساعة في
رحاب الله وبدأت التلاوة حتى وصلت عند أية الموت ووقفت عند هذه الأية
ووضعت المصحف في مكانه وشعرت بخوف شديد ورهبة وأختزال دمعة

دمعة خوف تلحقها دمعة استغفار نظرت من حولي في تلك الزاوية من الغرفة
لا أحد معي سوى خالقي ورددت بصوت مرتجف
( اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي )

وخطرت ببالي لو أن ربي يقبض روحي هذه اللحظة
وسألت نفسي سؤال هل أنا مستعدة للرحيل ؟؟؟

أنه أمتحان, فسكرات الموت إعداد لملقاة الله
ارتعبت خوفأ ونهالت دموعي

وكان لسؤالي صداً باقي هل انا مستعدة للامتحان؟؟
فعند الامتحان يكرم المرء او يهان والسؤال الذي يربط الاول لماذا ننسي الموت ؟

وارجع الى قرأة الاية مرة اخري الى ان اصل الى نهايتها
(وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور )
أنه انذار من الله لا يدركه الا الساعي للفردوس الاعلى تارك متاهات الدنيا
الا يوجد يقين بل موجود لكنه مهزوز عند بعض البشر .

وأطرح السؤال لنفسي اولا لماذا لا نسعي لاخرتنا كما نسعي في دنيانه ؟

لما يسعى البعض منا في رزقه بتلهف ويروق الى سكنت أفخر البيوت
وأكل وشرب أشهي المأكل ولبس أفخر الثياب ويفرج عن نفسه بالسياحة
والترفيه وينسي ان هناك راحة نفسية ابدية هي العبادة الخالصة لله والرجوع
اليه والى مفاتيح القلوب , كتاب الله ( أنها قلوب فارغة من ذكر الله) والعياذ بالله .

لما ايها الانسان تنسي أن حقيقة وجودك فانية والاخرة باقية وجنات دائمة
انظر الى نفسك في المرآة انظر الى حواسك الى النعم التى انعم الله بها عليك
فلم لا تحمده على الصحة وتشكره على ما اعطي وترضي بما قسم وقدر لك .

كل شي خلقه لحكمة ولم تخلق ايها الانسان عبت قال عز وجل في كتابه العزيز
( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون) أظن بأن الاية واضحة حتى للآمين
لا تحتاج منا تدبر عميق أنها عبادة تقودنا الى نور الله

إبدئها بحواسك لم تخلق الا للعبادة سمعك وبصرك ولسانك وقلبك
(الابذكر الله تطمئن القلوب)
وأياك ان تغفل عن ذكر الله بالاستغفار في كل وقت وكل زمان ومكان
فأن غفلت فانها اول خطوة نحو الهلاك ....

فالاستغفار يغسل صدأ القلوب وكما قال رسول علية الصلاة والسلام
( للقلوب صدأ كصدأ الحديد )
أخي المؤمن تلذذ بذكر الرحمن وتنعم بقراءة القران وعش لحظات مع ربك بقيام الليل
واسجد لربك ثلت الليل والنهار فأنك لن تعيش في الدنيا مرتين ..

ما يمنعك من التعبد والتأمل في ملكوت الله ؟؟

أنها ساعات عبادة تغسل بها قلبك وتطهر بها نفسك
وتنير بها وجهك وتبني بها قصور في الجنة .

أظن أن البعض المانع لديهم ليس فراغ القلب بل جاهل بأمور دينة اخذ دينة
بالوراثة ما وجد عليه ابوية خمس صلوات في اليوم لا اكثر .
يتحجج البعض ليس لذي كتب ثقافية دينية لكي اكون ملماً ..

لما تذهب بعيد وتترك كتاب الله من منا ليس لديه كتاب الله في بيته ؟
فمرجع تلك الكتب الدينية هي كتاب الله وسنة حبيبة المصطفي صلى الله عليه وسلم.
اقرأه وتمعن في اياته وأسال أهل العلم وتدبر حتى تصل الى نور اليقين ..

لماذا نسعى دائما وراء الزائل وننسي الباقي معنا الى يوم الدين أعمالنا
بل البعض يلهث في الدنيا يظن نفسه وكأنه خالداً فيها
ويحضرني حديث الرسول علية الصلاة والسلام
( يتبع الميت ثلاث فيرجع أثنان ويبقي واحد يتبعه أهله وماله وعمله
فيرجع أهله وماله ويبقي عمله)

وحال البشر في رأي مع الموت ثلاثة:

الاول... راغب في الدنيا جاهل بالوقت وملتهي في ملذاتها
والثاني... مؤجلاً للاستعداد ومعجل للرغبات
والثالث... ناظر منتظر ليوم اللقاء مستعدا ومتلهف ومتشوق لربه وهؤلاء نذر .

ويحضرني مقتطف من وفاة الرسول علية السلام حين دخل عليه جبريل
يسأله ان ربك يخيرك بين الدنيا وجواره فيرد بل الرفيق الاعلى

من منا يريد ان يقتدي برسوله في كل شئ من منا يحاول ان يهيأ نفسه لساعة
الرحيل . ..بل أسميها ساعة العودة

أويت الى فراشي وسالت نفسي, ماذا لو نمت ولم اصحو من غدي
وكيف ترأني ألقي ربي ؟

حينها خطرت ببالي لو أني في امتحان غدا واردت ان اتفوق في مجموعي
لأنال أعلى الشهادات, من المؤكد أني سأجهد نفسي ليل نهار لكي أتحصل
على ما اريد وبجداره انظروا اخوتي أخواني الى هذا المثال

لماذا لا نسعي لاخرتنا لاننال الفردوس الاعلى لقد وعدنا ربنا بالجنة ووعد ربي حق
لكن لما لا يكون السعي الى الفردوس الاعلى ما المانع ؟؟؟
ماالذي يقربنا من السابقون ؟
وما الذي يمنعنا من ان نكون من السابقين

وأسال معشر الرجال هذا السؤال من منكم يكثروا زيارة القبور ؟
أنه اول باب تطرقه لكي تكون من السابقين الذين ذكرهم الله في سورة
الواقعة ........ لماذا ننسي هاذم اللذات

الموت هذة الكلمة لها رهبتها

تقف عند ذكرها لحظات طويلة لحظات مراجعة النفس ومخافة الله
أظن بأن زائري القبور قلة في هذا الزمان هذا أن لم يكن لحضور جنازة احدى
الاعزاء علينا وحتى وان كان كذلك فالبعض نسوا الله فأنساهم أنفسهم
تجدهم حتى في المقابر عند مورات الميت تحت التراب يتحدثون عن الدنيا وزوائلها
ويردد هكذا هي الدنيا

وينسي بأن الموت ناقوس يدق أبواب الحياة يوقظك من غفلة يخشاه كل قلب مؤمن
واولئك الشباب المستهتر الذي يصادفني عدة مرات يمر بسيارته كالصروخ
من امام المقابر واشرطة الصخب تتعالى ..

استحي اخي مما تفعل فلربما تودع من يومك الاحياء وتكون بين الاموات .
فكم من قبور ملئت وأخري تنتظر والله أعلم متى يحين الموعد ؟

أغمضت عيناي وأحببت أن أتخيل نفسي وأنا في سكرات الموت ثم وأنا في الكفن
وانا محمولة في النعش بين الاكتاف والاصوات تتعالى لا أله الا الله محمد رسول الله
يالها من لحظات ..كم من مرة تمر عليا هذه اللحظات
كلما تشيع جنازة أحد الذين كانوا بيننا احياء اتخيل نفسي مكانه وأبكي وليس
بكائي على ذاك المودع بل بكائي على نفسي ومتى يحين عليا الدور..

اخواني اخواتي

ماذا لو دخل عليك ملك الموت وانت في أعظم اللذات

أن الموت كالسيف وكما يقال أنما يصيح المضروب وأما الميت عند موته ينقطع
صوته من شدة ألمه لان الكرب قد بالغ فيه وغلب على قلبه وكل موضع منه
وتنجدب الروح من جميع العروق ويموت كل عضو من أعضائك تدريجياً
فتبرد اولا قدماك ثم ساقاك حتى تصل الى الحلقوم فعند ذلك ينقطع نظرك الى الدنيا
وأهلها ويغلق دونك باب التوبة .

يقول الرسول عليه افضل الصلوات (أن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )

فهيا اخواتي لتوبة قبل غرغرة واستعداد قبل رحيل لا نعلم ساعته
فلا تعلم نفس بأي ارض تموت تذكروا اخوتي ان الحياة فانية والاخرة هي الباقية
ولا تدع فرصة لشيطان في التسويف . ولا تنسي هاذم اللذات

ونسأل الله لنا وإياكم حسنا الخاتمة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهة من