أحوال الراضين بالقضاء والقدر من سلفنا الصالح
أولا: النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تبارك وتعالى في الرضا بالعمر يقول النبي:" اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خير لي".
وعبر النبي عن رضاه عند موت ابنه إبراهيم وبينما كان النبي متقدم في السن حيث بلغ سنه عند وفاة ابنه إبراهيم 62 عاما وكان النبي يحب إبراهيم كثيرا حتى أنه كان يحمله ويطرق على أبواب الصحابة يقول للصحابة انظر الى ابني إبراهيم وجماله ولكن بعد ستة أشهر مات إبراهيم فبكى النبي إبراهيم ولكن قال:" إن العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون" فبذلك جمع النبي بين الرحمة والرضا.
*~*~*~*~*~*~*~*
ثانيا: الفُضيل بن عياض الذي لقب بعابد الحرمين،
لم يُعرف عن الفُضيل الابتسام أما في يوم موت ابنه فابتسم فتعجب منه الناس فقال لهم:" أفرح برضا الله في كل الأحوال واجبر هذا القلب أن يرضى عن الله فابتسمت حتى اجعل ربي يرضى"
وعند مقارنة بكاء النبي وفرحة فُضيل قال العلماء أن النبي جمع بين الرحمة والرضا أما فُضيل لم يعرف أن يجمع بين الاثنين فجبر نفسه على الابتسام.
*~*~*~*~*~*~*~*
ثالثا: عمر بن الخطاب:
يقول:" ما أصابتني مصيبة إلا حمدت الله على أربعة أشياء أنها لم تكن في ديني، أنها لم تكن أكبر منها، أن الله يثيبني عليها الجنة، أني تذكرت مصيبتي في فقد النبي صلى الله عليه وسلم.
ويقول عمر: "والله لا أبالي على أي حال من حال الدنيا أصبحت بخير أم بشر في رخاء أم ضيق فرح أو حزن ما دمت مسلما.
*~*~*~*~*~*~*~*
رابعا: عمران بن حصين:
لم يفوت عمران بن حصين غزوة للنبي فما توفي النبي، أصابه شلل نصفي فرقد على ظهره ثلاثين عاما حتى توفي لا يتحرك حتى أنهم نقبوا لهم في السرير ليقضي حاجته فدخل عليه بعض الصحابة فرأوه فبكوا ... فنظر إليهم وقال:"أنتم تبكون أما أنا فراضٍ، أحب ما أحبه الله وأرضى بما ارتضاه الله وأسعد بما اختاره الله، ثم قال لهم" والله أكون على حالي هذا فأحس بتسبيح الملائكة وأحس بزيارة الملائكة فأعلم هذا الذي بي ليس عقوبة وإنما يختبر رضائي عنه أشهدكم أني راضٍ عن ربي".
*~*~*~*~*~*~*~*
خامسا: عروة بن الزبير ابن الزبير بن العوام :
أحد العشرة المبشرين بالجنة وابن أخت السيدة عائشة
توفي ابن عروة بن الزبير وقطعت رجله في يوم واحد، وأخد ابنه لزيارة أمير المؤمنين في دمشق فطلب منه ابنه أن يشاهد خيل أمير المؤمنين فسمح له فداسته الخيل بأقدامها فمات فأصابته الصدمة فأراد أن يقوم فوجدوا أن في رجله شيء(سرطان) فقالوا لا بد أن تقطع القدم فقُطعت القدم فلم تعرف الناس بم تعزيه فدخلت عليه الناس واجمة فنظر إليهم وقال:" اللهم لك الحمد أعطيتني أربعة أعضاء فأخذت واحدة وأبقيت ثلاثة فلك الحمد، وكان لي سبعة أبناء فأخذت واحد وأبقيت ستة فلك الحمد، لك الحمد على ما أعطيت ولك الحمد بما أبقيت أشهدكم أني راضٍ عن ربي فارضوا عنه".
*~*~*~*~*~*~*~*
سادسا: السيدة صفية بنت عبد المطلب أخت سيدنا حمزة:
عندما قُتل سيدنا حمزة في غزوة أُحد مات ميتة شديدة حيث فُتحت بطنه في الخنجر وأخرجت الكبد وفتح أبو سفيان فم سيدنا حمزة فدك فكه بالحربة حتى تشوه الوجه فقال النبي للزبير إياك أن ترى صفية حمزة خذها وعد بها الى المدينة أخشى عليها الصدمة فذهب الزبير الى أمه فقال لها:" يا أم أمرني رسول الله أن أعيدك الى المدينة فقالت: يا بني أتفعلون هذا لأن حمزة مُثل به، يا بني ما حدث لحمزة في نعم الله قليل، ولقد ابتلانا الله ليرانا أنرضى أم لا ... إني راضية يا بني أخبر رسول الله بهذا. فرجع الزبير وأخبر رسول الله بما قالته السيدة صفية فأذن لها فجاءت ونظرت على حمزة وقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون ووقفت تصلي عليه وهي تبكي.
*~*~*~*~*~*~*~*
سابعا: سعد بن أبي وقاص:
وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وكان مستجاب الدعوة حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سعد مستجاب الدعوة"، فكلما ذهب الى مكان سألته الناس أن يدعي لهم. وفقد سعد فاتح القادسية بصره في آخر عمره فكانت الناس تأتيه تسأله أن يدعي لهم فجاء له شاب قال:" يا سعد فقدت بصرك أنت مستجاب الدعوة فادع الله أن يرد عليك بصرك فقال سعد:" قضاء الله أحب إلي من بصري، أفيرضاه الله لي ولا أرضاه لنفسي والله لا أدعو".
*~*~*~*~*~*~*~*
ثامنا: كان ثلاثة من العلماء في جلسة الشعبي وسعد بن المسيب وعالم ثالث فقال الشعبي:"اللهم إني أسألك أن أموت قريبا قالوا له: لم؟ قال: لكثرة الفتن في الحياة فأنا أخشى على نفسي الفتنة. وقال الثاني: اللهم أحيني طويلا فقالوا له: لم؟ قال: لعلي أصادف يوم اعبد الله فيه عبادة يرضي عني به رضاء عظيما أما الثالث فقال: اللهم لا أختار لنفسي فاختر أنت ما شئت فما تختاره لي هو خير لي فقال له العالمان الآخرين:" أنت أفضلنا".
*~*~*~*~*~*~*~*
تاسعا: عمر بن عبد العزيز:
مات ابن عمر بن عبد العزيز وأخوه وغلامه مزاحم في يوم واحد فدخلت الناس تعزيه فقال لهم: "ما لي والدنيا من هوى إلا في مواقع قضاء الله عز وجل" أي أن هواي بما يقضيه الله.
*~*~*~*~*~*~*~*
عاشرا: عبد الله بن مسعود:
يقول:"منذ أربعين سنة ما أصابني الله في حال إلا وأنا راض عنها والله ما بكيت على شيء حدث لي في الدنيا أبكي فقط على فوات الدين.
*~*~*~*~*~*~*~*
موضوع: العارف بالله مطمئن إلى اختيار ربه ومؤمن بقضائه 
الأربعاء فبراير 08, 2012 1:06 am
