الصفة الأولى : مؤمن بالقضاء والقدر :
فالناس في تقبل الأقدار على درجات منهم ( الساخط _ الصابر _ الراضي _ والعارف بالله المحب لقضائه )
فالساخط : يطلق العنان للنفس بالغضب والجزع من المصائب والمحن وتمني انها ماحصلت
والصابر : هو الذي يكف النفس عن التسخط ، ويكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع ، مع وجود الألم ولكنه يحبسه بقلبه
والراضي : هو الذي يشعر بداية بمرار القضاء لكنه يستسيغه ويحول المرار إلى قناعة وحب.. فأول الرضا الصبر ثم القناعة، ثم الزهد ثم المحبة ...
أما العارف بالله : فمنزلته أعلى من الصبر والرضا ..
فهو لا يجد أى مرار للقضاء لأنه يعرف ربه و مطمئنا إلى اختيار الله سبحانه له، لأنه عزوجل أعلم بما يصلح للعبد من نفسه،
العارف بالله موقن بحكمة الله عزوجل ورحمته في كل مايقضيه من أقضية كونيه وشرعية ..
فهو يعلم علم اليقين أن لله عزوجل الحكمة البالغة في إعطاء من يشاء، ومنع من يشاء، وإعزاز من يشاء، وإذلال من يشاء
العارف بالله يعلم قيمة القضاء وأن كل أمره خير ويعلم أن ماأصابه يكون تكفيرا لذنوبه أو سببا لنعمه لاتنال إلا بذلك المكروه..
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم
العارف بالله واقف مع اختيار الله له، معرض عن اختياره لنفسه، وهذا من قوة معرفته بربه تعالى، ومعرفته بنفسه.