بكى النبي علينا ولم نبكي على أنفسنا..*
بأبي أنت وأمي يارسول الله تنهَمِلُ دموعك الطاهرة
... على خدك الشريف بكاءً علينا
مِن سوءِ أفعالِنا ونحنُ لا نبكي على أنفُسِنا يا ويلنا ثَكَلتنا
أمهاتُنا ...
عذراً يارسول الله قد غلبَتنا شقوَتنا ...
تعالوا يا أحبتي لِنرى سوءَ فِعالنا التي أبكت حبيبنا
(صلى الله عليه وسلم )
يروى في الأثر أن حذيفة بن اليمان أمين سر النبي
(صلى الله عليه وسلم )
قد وَجد النبي أسند ظهرهُ إلى حائط الكعبة فبكى حتى ابتلت لِحيَتَهُ
الشريفة ....
يقول : فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله
ما الذي يبكيك ؟؟
لا أبكى اللهُ لكَ عيناً إلا من خشيتهُ
قال إعلم ياحذيفة أن أمتي سوفَ ُتمحى ولا يبقى إلا رسومَهُم
وإن أمتي سوف تفعل خصال فإن فَعَلتها ابتلاهم الله بخصال أخرى
قلت وما هي يا رسول الله ؟؟
قال::
إذا تركت أمتي الدعاء حل البلاء
وإذا منعوا الزكاة قل المطر
وإذا طففوا المكيال رفعت البركة
وإذا بخسوا الميزان ابتلاهم الله بقسوة القلب
وإذا عطلوا كتاب الله وسنة رسول الله سلَّطَ عليهم عَدوَهُم
فأخذ بعض ما في أيديهم وترك باسهم بينهم
وإذا منعوا الصلاة ابتلاهم الله بصعوبة الموت
وإذا خلطوا البر بالشعير و الحدقة بالتمر
ابتلاهم الله بموت الفجاءة
فقلت: متى ذلك الزمان يارسول الله ؟
قال: إذا خوَّنوا المؤمن و استخانوا المؤمن
وصدقوا الكاذب وكذبوا الصادق
وكثرت الخيانات وقلت الأمانات
وكثرت المساجد و قل منهم الراكع والساجد
واتخذوها للغيبةِ والنميمات
وافتخروا بنسب الآباء والأمهات
واستحنت الأم على البنت والبنت على الأم
( أي الواحدة تعير الأخرى بذنبها وعيبها )
وقَبِلَ القضاةُ الرَشَوات فلا يرى في ذلك الزمان إلا
سلطاناً جائراً
وحاكماً ظالماً
وظالماً غاشماً
وغنياً بخيلاً
وحالفاً كاذباً
يرون الحياة مغنماً والممات مغرماً ..
وإذا دعا واحد من خيارهم فلا يستجابُ لهُ دعاءَهُ
وتقل حشمة الدنيا
وتهان العلماء
وتسب الفقراء
حديثهم فيها الغيبة وفاكهتهم فيها النميمة
فجرتهم عندهم أحلى من العسل( أي ذنوبهم أحلى من العسل )
وفعالهم أمر من الحنظل (أي حسناتهم أمر من الحنظل )
إذا رأو حقاً تركوه وإذا رأو باطلاً اتبعوه..
يرى فيهم السلطان كالأسد
والوالي كالذئب
والعوان كالكلب
والمنافق كالثعبان
والمؤمن كالشاة الضعيفة
فيا لها من شاة ضعيفة بين ثعبان وكلب وأسد
فإذا كان الأمر كذلك
ألقى الله الفتن في سائر الأرض حتى يعود المؤمن
كالطير في أضيق الأقفاص ....
إخوتي في الله إلى هنا يكون قد انتهى حديث رسولنا
( صلى الله عليه وسلم )
فلينظر كل منا إلى نفسه ..
وليأمر تلك النفس أن تعيد حساباتها قبل فوات الأوان
يوم لاينفع مال ولابنون
ولاتفيد حسرات الندم
ولا تجدي الدموع
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا
واعف عنا واغفر لنا وارحمنا
أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين