الايمان الصحيح هو اساس طهارة النفس وتحليها بالكماليات الانسانية
الإيمان الصحيح هو أساس طهارة النفس وتحليها بالكماليات الإنسانية
الإيمان الصحيح هو أساس طهارة النفس وتحليها بالكماليات الإنسانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ما هي حقيقة الإيمان وماهيته , الإيمان وكيفية الوصول إليه ؟.
ليس الإيمان لفظاً يكرر, فشهادة ألا إله إلا الله تستغرق سعيآ كما تستغرق الشهادة الجامعية وقتاً , فلا يصبح طبيبا من قال أنه طبيب . إذ لا بد من الانتساب إلى الجامعة وسلوك بالدراسة وسعي واجتهاد حتى يتخرج الطالب طبيبا ماهراً .
ليس المقصود بالإيمان بالله تعالى الاعتراف بوجود الخالق ذلك الاعتراف بوجود الخالق لا يسمى إيماناً , وهو لا يغرس في قلب صاحبه مكرمة أو ي**به فضيلة أو ينتزع من نفسه خبثاً , كما لا يدخله في الآخرة جنة أو يقيه ناراً .
وقد ضرب لنا تعالى على ذلك إبليس مثلاً فذكر لنا في القرآن الكريم اعترافات إبليس بوجود خالقه وإقراره له بالربوبية والعزة فقال تعالى: ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين; قال فاخرج منها فإنك رجيم; وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ; قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون; قال فإنك من المنظرين; إلى يوم الوقت المعلوم; قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين; إلا عبادك منهم المخلصين ).سورة (ص ) الآيات 76 – 83 . ففي الآية الأولى اعتراف منه لخالقه وفيما يليها إقرار بربوبيته ثم أقسم بعزة الله ومع ذلك كله وصف تعالى إبليس بأنه من الكافرين وأن عليه اللعنة إلى يوم الدين وكذلك اليهود ما كان اعترافهم بخالقهم ليردهم عن طغيانهم قال تعالى: ( وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين ) البقرة91 . وإذاً : فليس الإيمان بالخالق اعترافا قولياً إنما هو شعور داخلي ولده بحث ذاتي وتفكير متواصل بالآيات الكونية فجعل صاحبه يسبح في جلال الله تعالى ويخر ساجدا لعظمته فيشتق منه تعالى صفات الكمال ولا تكمل النفس إلا بربها .
وهكذا فالإقرار النفسي المبني على النظر بالعين بالآيات الكونية بصدق ; والموصل إلى النظر بالنفس أي بعين القلب كما نظر أبونا إبراهيم عليه السلام والمقرون بذلك الشعور والتذوق المنبعث من قرارة النفس نتيجة الصلة بالله هو الإيمان الصحيح وما سواه مما يتلقنه الإنسان من أبيه وأمه أو البيئة التي ينشأ فيها تلقنا ولا ينبعث في النفس متولدا عن نظر وتفكير ما هو بالإيمان المطلوب
لقد بينتُ لكم حقيقة الإيمان الصحيح الذي هو أساس طهارة النفس وتحليتها بالكماليات الإنسانية ولكن بقي أن أبين لكم الأداة الموصلة إلى هذا الإيمان وكيف يشع الإيمان في قلب طالبه الصادق؟ في الحقيقة : لقد خلق الله الإنسان وميزه على سائر المخلوقات بتلك الجوهرة التي يستطيع بها أن يتوصل للكشف عن الحقيقة وأعني بهذه الجوهرةالتفكير وجعل الموت عبرة لتخاف النفس فتصدق فتحول شعاعها للدماغ فيتم التفكير فيرسم الفكر للنفس سبل الاتصال بالموجد الموجود إذ لاوجود بلا موجد وتستدل النفس على حتمية وجود يد عظيمة خلقت وتخلق وأمدت وتمد بالإنماء والعطاء والإشراف الدائم المستمر فتلتفت النفس إلى هذا الموجود الخالق المشرف وتحول شعاعها إليه فتشهد نوره تعالى الذاتي خارج إطار الكون لأنه الممد للكون الرافد له بالأنوار وبنوره تشهد وجوده تعالى فإن أعرضت النفس عن مشتهياتها المادية وأنابت إليه تعالى عندها تشهد سنا بهاه وعالي رفعته وبالغ رحمته وحنانه وعطفه عليها وعلى الخلائق كلهم وتشهد كيف يكلؤ الكل بعيون رعايته وجميل عنايته ومزيد فضله فتهيم به تعالى هياما وتشهد المزيد من أسمائه الحسنى العلية فإن أحبته تعالى اشتقت منه نوراً ترى به الخير من الشر, وحقائق الأمور صوابها من خطئها فتتجنب الشر وتفعل الخير, وبفعلها الخير لعباده تثق برضاه تعالى عنها, فتزداد قربا وتزدان كمالا وتتألق جمالاً وجلالا نفسيا مشتقا منه تعالى , فتغدو نفسا فاضلة كاملة دوما متسامية تبغي الخير لكافة الخلق فتأنس دوماً بالله و يأنس بها كل مخلوق إذ لا تصدر إلا بالخير ولا تفعل مكروها أو أذى لأحد من الخلق, لأنهم جميعاً نسيج الذات الإلهية .
وسؤالنا هنا : على أي شيء استندت هذه النفس الطالبة للحق في عروجها لذي الجلال والإكرام وما هو السبيل إلى الوصول لهذا الإيمان السامي وما هو الطريق المؤدي بالنفس إلى الإقبال عليه تعالى ما هي الخطوات الرئيسة التي يتبعها المرء ليحظى بما قدمته و أسلفت ؟ إن الله تعالى جعل هذا الكون وما فيه من آيات بينات ونظام بديع وحكمة بالغة بين يدي الإنسان كتابا مفتوحا يستطيع أي إنسان كان بأي صقع وزمان إذا نظر إليه مدققا وتفكر متأملا أن يعظم هذا الكون تعظيما يهتدي به من ورائه إذا كان صادقاً في طلب الحقيقة إلى معرفة خالقه والإيمان به والخشوع له .
وهكذا فمعرفة الخالق هي النبراس الذي يصل بالإنسان إلى مشاهدة حقيقية هي السبب الوحيد في الوصول إلى الخير والسعادة من الله تعالى ولقد وهب الله للناس جميعا الفكر تلك الأداة التي يستطيعون بواسطتها أن يصلوا إلى معرفة خالقهم ومربيهم وجعل لهم السمع والأبصار والأفئدة وبث في هذا الكون مالا يحصى من الآيات التي تساعد الفكر على البحث والاستدلال فمن استفاد من هذه الجوهرة الثمينة وأشغل فكره وأعمله في معرف خالقه ومربيه فقد ظفر بالسعادة وفاز ومن أشغل هذا الفكر وأعمله في السعي ورواء المكاسب الدنيوية وتأمين شهوات الدنيوية فقد خاب وخسر هذه الحياة. وينطوي تحت كلمة الإيمان نقاط إذا توصل إليها الإنسان كان إيمانه صحيحا منجياً مولداً في نفسه الكمال وأعني بتلك النقاط أن يتوصل الإنسان بفكره إلى أن :
1 - له خالقاً خلقه وأوجده على هذا الكمال .
2 - وأن هذا الخالق هو المربي القائم على تربية الإنسان والمتكفل بكل احتياجاته ورزقه .
3 - وأن ينتهي به تفكيره أخيرا إلى أن خالقه ومربيه هو الإله المسير الذي بيده مقاليد الأمور كلها وسير المخلوقات جميعها فما من حركة في الكون إلا وهي راجعة إليه وما من سير إلا به .
فإذا تحققت نفس الإنسان من هذه النقاط كان إيمانه صحيحا أما الذين يعتقدون بوجود الخالق اعتقاداً لم يرافقه تحقق النفس من هذه النقاط التي ذكرناها فليس إيمانه بالإيمان الصحيح ولا المنجي من الهلاك ولا الم**ب للفضائل والقيم الإنسانية التي تسمو بالإنسان إلى الكمال الإنساني لينهض بأخته وأخيه بالإنسانية إلى السعادة.
واللهُ أعلم
¨ اللَّهُمَّ إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي وتصلح بها غائبي وترفع بها شاهدي وتزكي بها عملي وتلهمني بها رشدي وترد بها ألفتي وتعصمني بها من كل سوء اللَّهُمَّ أعطني إيمانا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة .
و صلي اللهم و سلم على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم طب القلوب و شفاؤها و على آله و صحبه أجمعين .
اقرأ المزيد : الايمان الصحيح هو اساس طهارة النفس وتحليها بالكماليات الانسانية http://vb.we3rb.com/showthread.php?t=3206#ixzz1vGby0zfo
موضوع: الايمان الصحيح هو اساس طهارة النفس وتحليها بالكماليات الانسانية 
السبت مايو 19, 2012 2:29 am
